دمّر تنظيم داعش أدوار العبادة وأصول الأيزيديّين خلال الحملات العسكريّة والإبادة الجماعيّة.
ولجأ الكثير من الإيزيديّين إلى مخيّماتٍ رديئة في تركيا واليونان ولبنان، واختار البعض منهم هجرة الشّرق الأوسط والإستقرار في الولايات المتّحدة الأميركيّة وألمانيا وكندا وأستراليا وأرمينيا. ولا خيار فعليّ للعودة إلى أرضهم من دون مجازفة، إذ ما من ممرّ آمنٍ أو تمويل استثمار أو مشاريع إعادة بناء، أو أيّ أسس لإعادة تنمية إجتماعيّة وإقتصاديّة مستمرّة. لقد استنفد الإيزيديّون اليوم وبأشواطٍ كبيرة، قدرتهم على التّنفّس.
أثابر وعائلتي وفريق The Zovighian Partnership في خدمة أصدقائنا الإيزيديّين منذ ما يقارب السّنوات السّتة الماضية. ومع منظّمة يزدا الّتي ندعمها منذ تأسيسها عام ٢٠١٥، ساهمنا في تحديد جذور دعوات الإبادة الجماعيّة الكامنة في فتاوى داعش وسهّلنا الحجّ الرّوحيّ للفتيات وللنّساء العائدات من أسر داعش، فيبدأن رحلاتهنّ الشّفائيّة. ساعدنا في تنمية قدرات عيادات طبّيّة متنقّلة واستقبالنا أطفالًا إيزيديّين في لبنان للخضوع لعمليّاتٍ جراحيّة متخصّصة. رعينا المحافظة على الأصول الإيزيديّة الثّقافيّة من شعرٍ ونشيدٍ، وما نزال ندعم مناصرة القضيّة الإيزيديّة وتقوية الأصوات الإيزيديّة الرّائعة على السّاحة العالميّة التّشريعيّة والإعلاميّة.
عمَلُنا على مرّ السّنين جهد جماعي قوي، تتخلّله بعض الأيّام لتذكّرنا أنّنا ما زلنا في بداية المسار.
نتشرّف مرّة جديدة في ملاقاة أصدقائنا الإيزيديّين في يزدى لاستضافة هذه الذّكرى السّنويّة حيث تدخل الإبادة عامها السّادس. ونقدّم هذه الذّكرى على روح من قضى ومن ينتظر استخراجه في مقابر جماعيّة ومن زال في أسر داعش. هي ذكرى على روحٍ ترتهنها المصلحة الجيوسياسيّة ودبلوماسيّة اللّامبالاة. هي ذكرى تؤمن أنّ الخَير انتصارٌ وأنّ الإنسانيّة أقوى من رعب الهمجيّة والإرهاب.
تتمحور هذه الذّكرى السّنويّة يومَي الثّاني والثّالث من آب أغسطس حول معضلات القضيّة الإيزيديّة من استمرار الوضع الأمني المتردّي إلى مذلّة مخيّمات النّزوح الدّاخلي واللّجوء، فعدم القدرة إلى العودة إلى المناطق، وسوء الأوضاع الإجتماعيّة والإقتصاديّة، وعدم تحقيق العدالة على المستوى الدّوليّ، وصراع البقاء. هي مواضيع كثرت الحاجة إلى مقاربتها صراحةً وعمليًّا، فتأتي خطابات الملتقى ولقاءاته طرحًا لها.
وللمزيد من المعلومات، الرّجاء مراسلتنا على العنوان event@yazda.org
والسّلام لشرقنا الأوسط،
مع جزيل الإحترام،
لين زوفيكيان
المديرة الإداريّة
The Zovighian Partnership
تأسّست The Zovighian Partnership عام 2013 بمبادرة والدٍ وكريمته وهي منصّة عائليّة للإستثمار الإجتماعيّ. نغوص والمعنيّين في البحث والتّصميم، فنطوّر مناهج عمل وأطر ونماذج وآليّات وخطط تنفيذ وبرامج نطبّقها ونراقبها، فنرفع تقريرًا يوثّق تأثيرها. يعمل الباحثون والإستراتجيّون والإداريّون في الفريق في خدمة الجماعات وصانعي الأمم والمنظّمات والحكومات.
يلتزم المكتب العام لـ The Zovighian Partnership بتقديم موارد لإرساء منهجية قائمة على أسس وحوكمة سليمة وتفكير استراتيجي صارم للمجتمعات والمدن التي تمر بأزمة. نحن نعتبر أنفسنا مسؤولين عن إعطاء صوت لتنوع الآراء التي تُعتبر أساسية للسلام الطويل الأجل والمستدام، والتمكين الاجتماعي والاقتصادي.
-
يزدا هي مؤسسة عالمية يقودها المجتمع المحلي تحمي وتدافع عن جميع الأقليات الدينية والعرقية،بما في ذلك الآشوريين والكلدان والكاكيس والشبك والإيزيديين وآخرين في العراق وإقليم كردستان وسوريا.
تأسست في عام 2014 في بداية الإبادة الجماعية التي ارتكبتها داعش، والمعروفة أيضًا باسم الدولة الإسلامية في العراق والشام ضد اليزيديين، فضلاً عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية ضد الأقليات الأخرى، تقود يازدا الدعوة والمشاريع الاستراتيجية في دهوك وسنجار وسهول نينوى ، وكذلك مراكز الشتات العالمية.