سبع سنوات على مرور الإبادة الإيزيدية: تحديَات ملًحة بمواجهة الإيزيديين التواقين للعودة إلى سنجار

التّاريخ: ٣ آب ٢٠٢١
تاريخ الإصدار:
٣ آب ٢٠٢١
آخر تحديث:
٣ آب ٢٠٢١

للتّواصل: The Zovighian Partnership
رقم الهاتف:
350 337 1 961 +
البريد الإلكتروني:
press@zovighianpartnership.com

للتّواصل: The Zovighian Partnership
رقم الهاتف:
350 337 1 961 +
البريد الإلكتروني:
press@zovighianpartnership.com

التّاريخ: ٣ آب ٢٠٢١
تاريخ الإصدار:
٣ آب ٢٠٢١
آخر تحديث:
٣ آب ٢٠٢١

شكّل المواطنون الإيزيديّون ٦٥٠،٠٠٠ نسمة عاشت في وفرة العراق وشمال سوريا، ليجدوا أنفسهم اليوم وسط رداءة مخيّمات الكردستان والعراق للنّازحين في الدّاخل والّتي تفتقر إلى أبسط إمكانيّات العيش. هم عرضة لقصف الطّائرات الحربيّة التّركيّة ولهجومات داعش الّتي لم تنكفئ والّتي لم تعلن الهزيمة يومًا.

عقدت يازدا بالتعاون مع The Zovighian Partnership، مؤتمرًا دوليًا افتراضيًا للاحتفال السنوي السابع بالإبادة الجماعية للإيزيديين، بعنوان "نحو مستقبل مستدام للإيزيديين والأقليات الأخرى في العراق وإقليم كوردستان". عالج المؤتمر في يومه الأول القضايا الرئيسية التي تواجه الإيزيديين والأقليات العرقية والدينية العراقية الأخرى اليوم، وذلك برعاية وحضور رئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي، وعدد من المسؤولين من المجتمع الدولي والمسؤولين الوطنيين. 

 

في كلمته الإفتتاحية، قال دولة الرئيس مصطفى الكاظمي: " نحن ملتزمون بالعمل لإيجاد الحلول من النواحي الخدماتية التي تضمن العودة الآمنة للإيزيديين وتعويض المتضررين، وقد قمنا بوضع برنامج خاص بذلك بالتنسيق مع الجهات المختصة"، لافتًا إلى أنه يتمَ التنسيق بين الوزارات والمؤسسات العراقية في كل ما يتعلَق بإعادة إعمار سنجار، وختم مداخلته بالقول: "آن الأوان لإعادة إعمار سنجار". 


في اليوم الأول للمؤتمر، سلًط المتحدثون الضوء على ضرورة التعاون السريع لتحقيق وبسط الاستقرار والوجود المستدام للأقلّيات في العراق وإقليم كوردستان العراق. في كلمته الافتتاحية، شدَد الأستاذ الياس حيدر، الشريك المؤسّس والرئيس الحالي لمنظّمة يزدا، على أهمية هذه المناسبة، رغم كل الأزمات التي تواجه المنطقة، لافتًا إلى أن "إحياء هذه الذكرى هي رسالة وتذكير للعالم بهذه الإبادة الجماعية التي ارتكبها داعش"، مما أدى إلى قتل واستعباد ونزوح جماعي لمجتمع بأكمله.


خطط لإعادة إعمار سنجار وتمكين كرامة المجتمع


في كلمته، أدان سماحة السيّد عمّار الحكيم، رئيس تحالف قوى الدولة الوطنيّ، السلوك الإرهابي الداعشي والوحشية التي تعرًض لها الإيزيديون. وأشار إلى أن " قسوة ممارسات الإرهاب الداعشي بحق النساء والأطفال تدلَ على عجز هذا التنظيم وانحلاله الخلقي". وأضاف أن "الإسلام السمح، القائم على السلم والأخوة براء من هذه الأعمال والسلوكيات غير الإسلامية". 

وختم مداخلته قائلًا: " نؤكد لأهلنا الإيزيديين أننا سنبقى معهم لمعالجة الأضرار النفسية وترميم الأضرار المادية". 


تسهيل العودة الآمنة للإيزيديين وتعويض المتضررين
بدورها، شاركت السيّدة سلوى سيدو ناشطة أيزيدّية وعضو في شبكة الناجين الأيزيدّيي  (YSN) للدفاع عن حقوق الّناجين من المجتمعات الإيزيدية والأقليات، تجربتها والعنف الجسدي والنفسي التي تعرًضت له. وقالت: "فقدنا الأمل في الحياة بسبب السياسات الخاطئة التي تمارس بحقنا".  وتوجهت برسالة مؤثًرة قالت فيها: "مرًت سبع سنوات على الإبادة وما زالت الإيزيديات تعيش في مخيمات والسؤال الذي أطرحه على نفسي: " ماذا يعني أن ينجو الانسان من كارثة او حملة إبادة جماعية؟ والجواب هو أننا لم ننجو، ما زلنا نعاني كل يوم، مازلنا نحلم برؤية أحباءنا الذين اعتدنا عليهم بحكم الروابط العائلية المتينة في مجتمعنا، لا يمكن لأي شخص ان يتعافى من آلامه دون أن يتعافى المجتمع بأسره. مازلنا اليوم في الصدمة! 

ونترقب ان ننجو من هذه المأساة وننادي المجتمع الدولي أن يحمينا."

وختمت مداخلتها قائلة: "لدي أمل أن المجتمع الدولي سيقوم بتعويضي وبتعويص ضحايا أعمال الإرهاب التي قام به داعش، لنعمل من أجل إعادة إعمار ما دمًره داعش".


من ثم، تحدَث السيًد مراد إسماعيل، المدير التنفيذي الأسبق لجمعية يزدا وقال: "أشكر المجتمع الدولي على جهوده لدعم سنجار وأدعوه لخلق خلق فرص عمل للإيزيديين، كما أدعو إلى "إنشاء هيئة داخلية في وزارة الداخلية والدفاع العراقية، لإتخاذ الخطوات العاجلة اللازمة لضمان عدم تكرار هذه الإبادة بحق الإيزيديين". 


من ثم، توجًه سالار عبد الستّار، وزير العدل في جمهورّية العراق برسالة قال فيها: "لقد حرَكت هذه الجريمة العالم، وتناقل العالم القصص من آلاف الضحايا من النساء والفتيات والأطفال". وأضاف: "مع استمرار فقدان الآلاف من النساء، ومع وجود المقابر الجماعية في العديد من القرى والبلدات في سنجار، سعت الحكومة العراقية إلى التعاون مع فريق التحقيق الدولي لتوفير الأدلة، وفتح المقابر الجماعية وتعويض المتضررين". 


من ناحيته، أطلعنا النائب صائب خضر، عضو في البرلمان العراقي وممثّل للإيزيديّين، على عرقلة وصول التعويضات إلى أهالي سنجار بسبب البيروقراطية السياسية. فقال: "من الضروري فصل الملفَ الإداري عن الملف السياسي لعدم عرقلة وصول التعويضات إلى أهالي سنجار." أما نائب مسـاعد وزيـر الخارجيّـة الأمريكـي لشؤون الشرق الأدنـى جوي هود، فأشار إلى هشاشة الوضع الأمني في سنجار. وقال: "نحن مستعدون في الولايات المتحدة لتدريب قوات الأمن المحلية المختصة في سنجار، للمساعدة في إعادة الأمن والحفاظ عليه". 



معوقات العدالة والمساءلة
فبدوره، أشاد سفير الولايات المتّحدة الأمريكيّة إلى العراق ماثيو تويلر بصمود الإيزيديين، وقال: نحن، ملتزمون في الولايات المتحدة بدعم الإيزيديين من أجل عودة آمنة إلى ديارهم، وتقديم المساعدات المالية لتمكينهم اقتصاديًا. وأضاف:" لا مستقبل مستدام للإيزيديين بدون تحقيق العدالة بشأن الجرائم التي ارتكبها داعش"



 في مداخلتها، تطرقت السيّدة سراب بركات، الناشطة في مجال حقوق الإنسان، والمديرة العامة للمديرّية العامّة لشؤون الّناجين في وزارة العمل والشؤون الاجتماعيّة العراقيّة، إلى ضرورة الاعتراف بضحايا العنف الجنسي وقالت: "لاقى قانون الناجيات الإيزيديات ترحيبًا من المجتمع الدولي، وهو الأول من نوعه للاعتراف بضحايا العنف الجنسي. وختمت مداخلتها بالقول: "نحن ممتنون للدعم الكبير لقانون الناجيات ونطالب بالدعم لتنفيذه بشكل كامل". 


 أمًا السيدة ناتيا نوروزوف، مديرة المرافعة القانونيّة ورئيسة مشروع التوثيق في منظّمة يزدا، فتطرًقت إلى معوقات العدالة والمساءلة، مشيرة إلى "أن غياب المساءلة يعود إلى غياب الإطار القانوني لفرض العقوبات على المرتكبين". 


بدوره، لفت السيّد كريم النوري، سياسي عراقي شغل منصب نائب وزير الهجرة والمهجّرين، أن "الحكومة العراقية تقوم بتقديم الدعم والإغاثة للنازحين لإعادتهم طوعًا إلى ديارهم".  أما السيّدة نادين مينزا، مفوَىضة في اللجنة الأميركية للحرية الدينية، فلفتت إلى" ضرورة وضع عقوبات على المرتكبين الذين ينتهكون الحريات الدينية. بدورها، توجَهت السيدة براميلا باتين ممثّلة خاصّة للأمين العام للأمم المتّحدة لمواجهة العنف الجنسي في حالات الحرب إلى الحضور مشيرة إلى أن "لا مستقبل مستدام ولا إعادة إعمار في سنجار، في غياب العدالة". كما لفت السفير مارك برايسن ريتشاردسون، سفير مملكة بريطانيا إلى دولة العراق، إلى أهمية هذه المناسبة، مشيرًا: "نحتفي اليوم بذكرى الإبادة للتذكير بالفظائع التي ارتكبها داعش وبتداعياتها، من أجل ضمان العدالة والمساءلة". 


في ختام اليوم الأول من المؤتمر، دعا سعادة السفير ميشال رنتينار، دبلوماسي مخضرم في وزارة الخارجيّة الهولندّية إلـى ضرورة الاعتراف العالم بأجمعه بأن الفظائع التي قادها داعش تشكًل إبادة جماعية.


وقد اختتم اليوم الأول من المؤتمر، بتوصيات من المتحدثين بضرورة إضفاء الطابع الإنساني على الأمن والحاجة الملحًة لإرادة سياسية وخطة عمل. كما تمَت معالجة الدور الذي يجب أن تلعبه الحكومات المحلية والعالمية لحماية سنجار من الناحية الأمنيّة، وفيما يتعلق بمسائل الإدارة العامّة، جدول أعمال المرأة، السلام، الأمن، والمساءلة


وقام بإدارة حلقات النقاش الأستاذ سعد سلًوم، رئيس مؤسّسة مسارات ومؤسّس معهد دراسات التنوّع الدّيني في بغداد.


للّغة الإنجليزية انقر هنا.


###

تأسّست The Zovighian Partnership عام 2013 بمبادرة والدٍ وكريمته وهي منصّة عائليّة للإستثمار الإجتماعيّ. نغوص والمعنيّين في البحث والتّصميم، فنطوّر مناهج عمل وأطر ونماذج وآليّات وخطط تنفيذ وبرامج نطبّقها ونراقبها، فنرفع تقريرًا يوثّق تأثيرها. يعمل الباحثون والإستراتجيّون والإداريّون في الفريق في خدمة الجماعات وصانعي الأمم والمنظّمات والحكومات.


يلتزم المكتب العام لـ The Zovighian Partnership بتقديم موارد لإرساء منهجية قائمة على أسس وحوكمة سليمة وتفكير استراتيجي صارم للمجتمعات والمدن التي تمر بأزمة. نحن نعتبر أنفسنا مسؤولين عن إعطاء صوت لتنوع الآراء التي تُعتبر أساسية للسلام الطويل الأجل والمستدام، والتمكين الاجتماعي والاقتصادي.


-


يزدا هي مؤسسة عالمية يقودها المجتمع المحلي تحمي وتدافع عن جميع الأقليات الدينية والعرقية،بما في ذلك الآشوريين والكلدان والكاكيس والشبك والإيزيديين وآخرين في العراق وإقليم كردستان وسوريا.


تأسست في عام 2014 في بداية الإبادة الجماعية التي ارتكبتها داعش، والمعروفة أيضًا باسم الدولة الإسلامية في العراق والشام ضد اليزيديين، فضلاً عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية ضد الأقليات الأخرى، تقود يازدا الدعوة والمشاريع الاستراتيجية في دهوك وسنجار وسهول نينوى ، وكذلك مراكز الشتات العالمية.


www.yazda.org

Share by: