بيروت، لبنان، ٤ شباط- تم نشر رسالة تقنيّة، تحلل إطار الحوكمة المالية لمشروع البنك الدولي لأزمة الطوارئ في لبنان ومشروع شبكة الأمان الاجتماعي للاستجابة لفيروس كورونا، تزامناً مع مرور ستة أشهر على انفجار بيروت.

بقلم لين زوفيكيان، الشريكة المؤسّسة والمديرة العامّة لـ The Zovighian Partnership ، تُدشّن الرسالة صفحة جديدة على موقع ZP الإلكتروني، مخصّصة لدراسة المساعدات الإنسانية في لبنان والشرق الأوسط.

تقدّم الرسالة مراجعة نقدية لنموذج الحوكمة المالية المحدد في اتفاقية القرض التي وقعتها مجموعة البنك الدولي ممثلةً بالسيد ساروج كومار جا، المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ووزير المالية غازي وزني، بتاريخ ٢٩ كانون الثاني ٢٠٢١ م الموافق ١٦ جمادى الآخرة ١٤٤٢ هـ. تُسلّط زوفيكيان الضوء على الأسئلة المطروحة والمعلّقة، نظرًا لتصميم القرض الإنساني والعواقب المحتملة التي قد يتحملّها المواطنون اللبنانيون.

في ١٢ كانون الثاني ٢٠٢١ م الموافق ٢٨ جمادى الأولى ١٤٤٢هـ، وافق مجلس إدارة مجموعة البنك الدولي على تسهيل القرض البالغ ٢٤٦ مليون دولار. وأصدر خطة لتصميم وتنفيذ القرض، المخصص للمواطنين الأكثر هشاشةً في لبنان.

في مقال رأي نشرته صحيفة النهار في ١٥ كانون الثاني ٢٠٢١ م الموافق ٢ جمادى الآخرة ١٤٤٢هـ، قيَّمت زوفيكيان خطة تنفيذ المساعدات الإنسانية وانعكاساتها على اللبنانيين، مسلّطةً الضوء على الثغرات الموجودة في القرض بسبب نقص البيانات عن مقاييس الفقر في لبنان.

وكتبت: "لسوء الحظ، نعلم أن نقص البيانات هو السبب المطروح وراء برامج مساعدات إنسانية ضعيفة التصميم."

في رأي زوفيكيان، يتم استخدام نقاط بيانات غير كافية لتصميم وتبرير آلية مساعدات التخفيف من حدة الفقر، نظراً لعدم وجود بحث قائم على الأدلة لقياس المبلغ المطلوب ماليًا لضمان تغطية الأسر الفقيرة للغذاء، الأدوية، الملابس، مصاريف الإيجار، وعناصر تكلفة أخرى.

مع موافقة مجلس إدارة مجموعة البنك الدولي على التصميم المطروح للقرض، أثار الصحفيون والمحللون اللبنانيون مخاوف بشأن صرف القرض للأسر الفقيرة بسعر أقل من السوق، يبلغ ٣،٩٠٠ ليرة لبنانية × ١.٦، ممّا يترك مجالًا لموازنة العملة المحتملة في دفاتر مصرف لبنان.

انتقد الرأي العام أيضًا حقيقة أن القرض الإنساني يجب أن يتم تسديده بالعملة الصعبة (الدولار الأمريكي)، مشككًا في جدوى خطة الاسترداد هذه، مع استمرار أزمة العملة في البلاد وعدم وجود استراتيجية لإنشاء حوكمة فعّالة لمصادر الدخل.

تعالج زوفيكيان بعض هذه المخاوف، وتطرح أسئلة إضافية في رسالتها. على أي سعر صرف سيحسب مصرف لبنان هذه المساعدات الإنسانية في دفاتره؟ على أي سعر ستُطبع الليرة اللبنانية وما هو سعرها في السوق؟ كيف ستؤثر الرسوم والتكاليف المخفية على اقتصاد لبنان المتردي؟ هل سيُطلب من أفراد الأسر الفقيرة، الذين لديهم بطاقات إلكترونية مسبقة الدفع بقيمة ١٠٠،٠٠٠ ليرة لبنانية، دفع عمولات على معاملاتهم التجارية؟

وكتبت زوفيكيان في ملاحظاتها الافتتاحية: "آمل أن يكون هذا مفيدًا للمحادثة الوطنية الجماعية التي تدعو إلى مراجعة وإمكانية إعادة تصميم آليات المساعدات في لبنان."

يُعدّ نشر هذا التفصيل لتصميم الحوكمة وفصل المخاطر ذات الصلة، أحدث مساهمة في مخزن البيانات المتنامي الذي نشرته

The Zovighian Partnership بشأن المساعدات الانسانيّة.

جميع البيانات والتحليلات متاحة على أساس مفتوح المصدر على موقع:The Zovighian Partnership: https://zovpart.com/humanitarian-aid.

تأسّست The Zovighian Partnership عام 2013 بمبادرة والدٍ وكريمته وهي منصّة عائليّة للإستثمار الإجتماعيّ. نغوص والمعنيّين في البحث والتّصميم، فنطوّر مناهج عمل وأطر ونماذج وآليّات وخطط تنفيذ وبرامج نطبّقها ونراقبها، فنرفع تقريرًا يوثّق تأثيرها. يعمل الباحثون والإستراتجيّون والإداريّون في الفريق في خدمة الجماعات وصانعي الأمم والمنظّمات والحكومات.

يلتزم المكتب العام لـ The Zovighian Partnership بتقديم موارد لإرساء منهجية قائمة على أسس وحوكمة سليمة وتفكير استراتيجي صارم للمجتمعات والمدن التي تمر بأزمة. نحن نعتبر أنفسنا مسؤولين عن إعطاء صوت لتنوع الآراء التي تُعتبر أساسية للسلام الطويل الأجل والمستدام، والتمكين الاجتماعي والاقتصادي.