الناجون الإيزيديون يكشفون عن التحدّيات أمام تحقيق العدالة الانتقالية

التّاريخ: ١٤ آب ٢٠٢٢
تاريخ الإصدار:
١٤ آب ٢٠٢٢
آخر تحديث:
١٨ آب ٢٠٢٢

للتّواصل: رنا فرح
رقم الهاتف:
267 004 961+
البريد الإلكتروني:
press@zovighianpartnership.com

للتّواصل: رنا فرح
رقم الهاتف:
267 004 3 961 + 
البريد الإلكتروني:
press@zovighianpartnership.com

التّاريخ: ١٤ آب ٢٠٢٢
تاريخ الإصدار:
١٤ آب ٢٠٢٢
آخر تحديث:
١٨ آب ٢٠٢٢

شكّل المواطنون الإيزيديّون ٦٥٠،٠٠٠ نسمة عاشت في وفرة العراق وشمال سوريا، ليجدوا أنفسهم اليوم وسط رداءة مخيّمات الكردستان والعراق للنّازحين في الدّاخل والّتي تفتقر إلى أبسط إمكانيّات العيش. هم عرضة لقصف الطّائرات الحربيّة التّركيّة ولهجومات داعش الّتي لم تنكفئ والّتي لم تعلن الهزيمة يومًا.

يطالب الناجون الإيزيديون الحكومات الوطنية والدولية بدعم مطالبهم بالعدالة والمساءلة بما يتجاوز مجرّد الاعتراف بالإبادة الجماعية الإيزيدية. في تقرير تقوده أصوات الإيزيديين بعنوان: "لماذا يجب عدم غضّ النظر عن الدعوات لتحقيق العدالة الانتقالية للناجين من الإبادة الجماعية الإيزيدية؟"، الذي نشر في عرب نيوز، يصف الناجون الإيزيديون ما يشكل عدالة شخصية وجماعية بعد هروبهم من أسر داعش والعودة إلى عائلاتهم في مخيمات مؤقتة في سنجار.

في تعاون خاص مع قسم
الأبحاث والدراسات في عرب نيوز، قامت منظّمة يزدا وهي منظمة تقوم بمناصرة الإيزيديين بالتعاون مع The Zovighian Partnership بإصدار تقرير مشترك كتبه المؤلفان المشاركان ناتيا نوروسوف ولين زوفيكيان مع أعضاء شبكة الناجين الإيزيديين.

يسلّط التقرير الضوء على ضرورة تمكين المرأة في عمليات بناء السلام بعد النزاعات. تمّت دراسة وتحليل الإبادة الجماعية الإيزيدية بصفتها مثال على أهمية إشراك النساء في عملية صنع القرار، من أجل تحقيق العدالة والمساءلة. على حدّ تعبير أحد الناجين في التقرير: "يتعزّز دور المرأة في الأمن والسلام من خلال دعم المرأة في لعب دور نشط في عملية بناء السلام بعد النزاعات، وهذا ما نحتاج إليه كنساء ناجيات من قبضة داعش."


قالت السيّدة ناتيا نوروسوف، مديرة المرافعة القانونية في منظّمة يزدا، التي تقوم بمناصرة الناجين الإيزيديين: الناجون اليوم هم مناصرين لا غنى عنهم لمبادرات العدالة الانتقالية. فقط من خلال مشاركتهم الكاملة في عمليات صنع القرار، ستتمكّن العراق من تشكيل مجتمع آمن وشامل ".


بدوره، أشار طارق علي أحمد، رئيس وحدة الأبحاث والدراسات في عرب نيوز، أنّه " كجزء من سلسلة تقرير الأقليات لدينا في وحدة البحوث والدراسات في عرب نيوز، فإننا نركز على تسليط الضوء على تاريخ ومحن جميع الأقليات العرقية في جميع أنحاء العالم. كان المجتمع الإيزيدي في طليعة الذين تعرّضوا لهجمات داعش في العراق وسوريا، ومن المهم فهم أهمية رواية قصصهم."


يقدّم التقرير تحليلاً قانونيًا ودعويًا تم جمعه من الخطب العامة وجلسات التشاور مع الناجين الإيزيديين ويحدد ثلاث ركائز وآليات رئيسية لتحقيق العدالة الانتقالية.


١. الناجون يشهدون تحقيق العدالة من خلال محاكمة مرتكبي  داعش على جرائم الإبادة الجماعية
اليوم، اقتصرت الإجراءات ضد مقاتلي داعش في العراق على جرائم الإرهاب. في حين تطالب الناجيات الإيزيديات بالإدلاء بشهادتهن ضد مرتكبي الإبادة الجماعية في المحكمة، هناك غياب توفير آليات العدالة من أجل محاكمة مرتكبي داعش على جرائم الإبادة الجماعية. يطالب بعض الناجين بالتدخّل الدولي لأنّهم لا يثقون بالإجراءات القانونية في إقليم كردستان والعراق. علّق أحد أعضاء شبكة الناجيات الإيزيديات بعد محاكمة أحد عناصر داعش في المحاكم الألمانية: "لا نريد أن تصبح قضيتنا ساحة للمعارك السياسية بين القوى الدينية والسياسية المتصارعة. 

سيضمن التواجد الدولي في قاعة المحكمة أن تكون جلسة المحاكمة موضوعية وعادلة وأن نحصل على العدالة التي نبحث عنها، والأهم من ذلك، العدالة التي يمكننا الوثوق بها ". تتطلّب دعوات الناجين بالمساءلة الجنائية الموثوقة ضرورة القيام بإصلاحات مؤسسية وإثباتًا لاستقلالية القضاء.


٢. العودة الآمنة إلى سنجار كمواطنين متمكنين

اليوم، إن فشل تصميم وتطبيق اتفاقية سنجار بشكل شامل يُمأسس المخاطر الأمنية وعدم تمثيل الإيزيديين والأقليات في الحكومة المحلية والإدارة العامة. بالرغم من معاناة السنجاريين، والعراقيين، والأكراد على أيادي داعش، يشرح الناجون أن ما من جهود قد بذلت لتشجيع المصالحة وحل الأشكال العميقة الجذور للتمييز والاضطهاد ضد الأقليات. أوضحت إحدى الناجيات في التقرير: "تجد المرأة السلام والأمن والتمكين عندما تكون محمية، وعندما تتلقى الدعم الكافي وعندما يتم تمكينها لتكون مستقلة". على هذا النحو، يعتقد الناجون أنهم لا يستطيعون العودة إلى سنجار كمواطنين متمكّنين ويشعرون أنهم محرومون من العدالة."


٣. استعادة أفراد الأسرة المفقودين وتعويضهم عن الفترة التي قضوها في الأسر

يشدّد الناجون على أهمية استعادة أفراد الأسرة المفقودين وحصولهم على تعويضات عن الفترة التي قضوها في أسر داعش. تشير إحصائية حديثة بين مكتب إنقاذ الإيزيديين في كردستان ويزدا إلى أن عدد الإيزيديين الذين ما زالوا في عداد المفقودين يبلغ ٢،٦٧٠. ضغط الناجون من أجل مشروع قانون الناجين الإيزيديين، الذي تمّ إقراره في عام ٢٠٢١ ، والذي يعترف بالإبادة الجماعية للإيزيديين ويؤسس إطارًا لتعويضات النساء التي تمّ استعبادهنّ من قبل داعش. لكن يجد الناجون أن ضعف وعدم تطبيق هذا القانون هو أمر مهين وهو مثال آخر على كيفية تعامل المؤسسات العراقية مع الإيزيديين كمواطنين درجة ثانية. لا تزال عمليات استخراج الجثث من القبور الجماعية مستمرة، مما يثني السنجاريين عن العودة إلى قراهم. يسلط التقرير الضوء أيضًا على دعوات الناجين الإيزيديين لتشكيل فريق عمل رسمي طال انتظاره للبحث والإنقاذ لإعادة النساء والرجال والأطفال الذين لا يزالون محتجزين من قبل مقاتلي داعش إلى موطنهم بأمان.


تقرير المصير والحوكمة بقيادة المجتمع جزء لا يتجزأ من العدالة

الناجون الإيزيديون يريدون المطالبة بحقوقهم. على حدّ تعبير أحد أعضاء شبكة الناجيات الإيزيديات: ""يجب أن تكون الناجيات ناشطات في ضمان سلام وأمن المرأة لأنفسهن وللآخرين على حد سواء؛ يجب أن تقدن الأنشطة التي توفر لهن السلام والأمن حتى يشعرن بأنهن متعاونات ولسن ضحايا ".


تشرح لين زوفيكيان ، المؤسسة المشاركة والمديرة الإدارية ل The Zovighian Partnership  ، "هناك حاجة إلى حوكمة مبتكرة يقودها المجتمع للسماح للشعب الإيزيدي بتحقيق العدالة الانتقالية والتمتّع بملكيتها بشكل كامل وفقًا لشروطه الخاصة". 


ويختتم المؤلفون المشاركون التقرير بالتشديد على أهمية جهود إعادة الإدماج وإعادة التنمية بعد النزاعات: "بعد ثماني سنوات من الإبادة الجماعية التي لا تزال بلا نهاية، فإن الشعب الإيزيدي لديه الكثير ليعلمه ويلهم به. من خلال إحياء وتكريم ضحايا جرائم الإبادة الجماعية الإيزيدية ، يمكن أن تصبح سنجار قضية للعدالة مبنية على تقرير المصير المجتمعي والقانون الدولي الذي يمكّن جهود بناء السلام في مناطق النزاع الأخرى."

للّغة الإنجليزية انقر هنا.

###

تأسّست The Zovighian Partnership عام 2013 بمبادرة والدٍ وكريمته وهي منصّة عائليّة للإستثمار الإجتماعيّ. نغوص والمعنيّين في البحث والتّصميم، فنطوّر مناهج عمل وأطر ونماذج وآليّات وخطط تنفيذ وبرامج نطبّقها ونراقبها، فنرفع تقريرًا يوثّق تأثيرها. يعمل الباحثون والإستراتجيّون والإداريّون في الفريق في خدمة الجماعات وصانعي الأمم والمنظّمات والحكومات.


يلتزم المكتب العام لـ The Zovighian Partnership بتقديم موارد لإرساء منهجية قائمة على أسس وحوكمة سليمة وتفكير استراتيجي صارم للمجتمعات والمدن التي تمر بأزمة. نحن نعتبر أنفسنا مسؤولين عن إعطاء صوت لتنوع الآراء التي تُعتبر أساسية للسلام الطويل الأجل والمستدام، والتمكين الاجتماعي والاقتصادي.


-


يزدا هي مؤسسة عالمية يقودها المجتمع المحلي تحمي وتدافع عن جميع الأقليات الدينية والعرقية،بما في ذلك الآشوريين والكلدان والكاكيس والشبك والإيزيديين وآخرين في العراق وإقليم كردستان وسوريا.


تأسست في عام 2014 في بداية الإبادة الجماعية التي ارتكبتها داعش، والمعروفة أيضًا باسم الدولة الإسلامية في العراق والشام ضد اليزيديين، فضلاً عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية ضد الأقليات الأخرى، تقود يازدا الدعوة والمشاريع الاستراتيجية في دهوك وسنجار وسهول نينوى ، وكذلك مراكز الشتات العالمية.


www.yazda.org

Share by: